الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
عــلــم الــتــجــويــد
هناك تعريفان لعلم التجويد، تعريف لغوي و آخر اصطلاحي
أما من الناحية اللغوية
فهو التحسين، يقال جودت الشيء أي حسنته، وأيضاً: تجويد الشيء في لغة العرب
إحكامه وإتقانه، يقال: فلان جود الشيء أي حسنه وأجاده إذا أحكم صنعه وأتقن
وضعه وبلغ منه الغاية في الإحسان والكمال.
و أما تعريف التجويد في الاصطلاح عند أئمة الأداء فهو قسمان.
الأول:
معرفة القواعد والضوابط التي وضعها علماء التجويد ، وهذا القسم يسمى
بالتجويد العلمي أو النظري ، وحكمه بالنسبة لعامة المسلمين مندوب ، وحكمه
بالنسبة لأهل العلم فهو واجب كفائي ، فإن قامت به طائفة منهم سقط الإثم
والحرج عن باقيهم ، وإن لم يقم به طائفة منهم من التعلم والتعليم أثموا
جميعاً .
الثاني: فيسمى بالتجويد العملي أو التطبيقي ، وهو إخراج كل حرف من مخرجه دون تحريف أو تغيير.
حــكــم تــعــلــيــم الــتــجــويــد
أما حكم
علم التجويد فهو فرض كفاية بالنسبة لعامة المسلمين، وفرض عين بالنسبة
لرجال الدين من العلماء والقراء، حتى إن بعض العلماء يرى أن تطبيقه في
قراءة حديث رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حسن جيد.
حكم العمل بعلم التجويد شرعاً
أما حكم العمل بعلم التجويد شرعاً فهو واجب عيني على كل قارئ مكلف يقرأ القرآن كله أو بعضه لقوله تعالى { ورتل القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية:4) ،
وقد جاء عن علي رضي الله عنه في هذه الآية أنه قال: الترتيل هو تجويد
الحروف، ومعرفة الوقوف، وفي الآية لم يقتصر سبحانه على الأمر بالفعل، حتى
أكده بالمصدر اهتماما به وتعظيماً لشأنه.
و من السنة أيضاً قوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] "اقرءوا
القرآن بلحون العرب وأصواتها ، وإياكم ولحون أهل الفسق والكبائر، فإنه
سيجيء أقوام من بعدي يرجعون القرآن ترجيع الغناء والرهبانية والنوح ، لا
يجاوز حناجرهم ، مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم "رواه مالك والنسائي والبيهقي والطبراني .
فقوله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] : "لا يجاوز حناجرهم "أي
لا يقبل ولا يرتفع لأن من قرأ القرآن على غير ما أنزل الله تعالى ، ولم
يراع فيه ما أجمع عليه ، فقراءته ليست قرآناً وتبطل به الصلاة ، كما قرره
ابن حجر في الفتاوى وغيره.
قال شيخ الإسلام بن تيمية:
"والمراد
بالذين لا يجاوز حناجرهم الذين لا يتدبرونه ولا يعملون به ، ومن العمل به
تجويده وقراءته على الصفة المتلقاة من الحضرة النبوية "
وقال الشيخ برهان الدين القلقيلي بعد أن ذكر الحديث السابق قال : "وقد صح أن النبي _[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] _ سَمى قارئ القرآن بغير تجويد فاسقاً "وهو مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
أما الإجماع: فقد أجمعت الأمة على وجوب التجويد من زمن النبي - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] - إلى زماننا ولم يُختلف فيه عند أحد منهم ، ودليل الإجماع من أقوى الحجج.
أقوال أهل العلم في علم التجويد
فمن الأقوال الهامة في شأن التجويد :
يقول الإمام الجزري
" و الأخذ بالتجويد حتمٌ لازمُ ،،، من لم يجود القرآن آثم "
قال بعض شراح الجزرية في هذا القول: أن من لم يجود القرآن معاقب على ترك التجويد كذاب على الله ورسوله داخل في حيز قوله تعالى { ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة }(الزمر الآية -60)، وقوله عليه الصلاة والسلام: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ".
و قد
أفتى الإمام أبو الخير محمد بن الجزري أن من استأجر شخصاً ليقرئه القرآن
أو ليقرأ له ختمة ، فأقرأه القرآن ، أو قرأ له ختمة بغير تجويد لا يستحق
الأجرة ، ومن حلف أن القرآن بغير تجويد ليس قرأناً لم يحنث، و قال بعضهم:
لا تصح صلاة قارئ مجيد خلف أمي لا يجيد.
موضوع علم التجويد
هو الكلمات القرآنية من حيث إعطاء الحرف حقه ومستحقه
ويعتبر علم التجويد من أهم العلوم التي توافرت على خدمة كتاب الله عز وجل بل هو أولاها وأشرفها
واضع علم التجويد
أما واضعه من الناحية العملية فهو رسول الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، ومن ناحية وضع قواعده فهو الخليل بن أحمد الفراهيدي وغيره من أئمة القراء والتابعين وأتباعهم رضي الله عنهم
و
لنعلم أن الله تعالى أنزل القرآن الكريم من اللوح المحفوظ إلى جبريل عليه
السلام على هذه الكيفية من التحرير والتجويد ، و أن جبريل عليه السلام
علمه النبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
على هذه الكيفية وتعلمه منه الصحابة رضى الله عنهم ثم تعلمه منهم
التابعون؛ حتى نُقل إلينا جيلاً بعد جيل ، بطريق التواتر الذي يفيد القطع
واليقين، وهذا يدل على أن هذا العلم توقيفي؛ فليس لأحد أن يتحول عنه قيد
أنملة، ومن فعل فهو معتد أثيم
فائدة علم التجويد وغايته
لعلم
التجويد فوائد كثيرة من أهمها حسن الأداء و جودة التلاوة و اللذان يوصلان
إلى سعادتي الدنيا و الآخرة، و صون اللسان عن اللحن في كلام الله عز وجل،
و اللحن: هو الميل عن الصواب، و هو الخطأ في القرآن الكريم
أقســام اللحـن
ينقسم اللحن إلى قسمين
اللحن الجلي
هو
خطأ يغير اللفظ ويخل بالمعنى، و هو ما كان بسبب مخالفة القواعد العربية
كاستبدال حرف بحرف أو حركة بحركة، و سمى جلياً لاشتراك علماء التجويد و
غيرهم من المثقفين في إدراكه و حكمه التحريم اتفاقاً
اللحن الخفي
هو
خطأ يغير اللفظ ولا يخل بالمعنى وهو ما كان بسبب مخالفة القواعد
التجويدية، كترك الغنة في موضعها أو الإظهار في غير موضعه، و القصر في
موضع المد أو العكس، و حكمه التحريم على الأرجح ، وقيل: الكراهة
مراتب القراءة و الاستعاذة و البسملة
أولاً
مراتب القراءة
مراتب القراءة أربع و قيل خمس هي
المرتبة الأولى: التحقيق
و هو القراءة بتؤدة و طمأنينة بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام
المرتبة الثانية: الترتيل
و هو القراءة بتؤدة و طمأنينة لا بقصد التعليم مع تدبر المعاني ومراعاة الأحكام
المرتبة الثالثة: الحدر
و هو القراءة بسرعة مع مراعاة الأحكام
المرتبة الرابعة: التدوير
و هو القراءة بحالة متوسطة بين التؤدة و الإسراع مع مراعاة الأحكام
و هذه المراتب متفاوتة في الفضل فقد اختلف العلماء في الأفضلية
فقال بعضهم: التؤدة و الطمأنينة مع قلة القراءة أكثر ثواباً
و هذا مذهب ابن عباس و ابن مسعود رضي الله عنهم و ذكر هذا القول غيرهم
و ذهب فريق إلى أن كثرة القراءة مع المحافظة على أحكام التلاوة أفضل
و هؤلاء من أصحاب الشافعي
و احتجوا لذلك بحديث ابن مسعود _ رضي الله عنه _ أن رسول الله _ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] _ قال :
"ومن قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول ألف لام ميم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف"
[center]و لقد روي عن زيد بن ثابت _رضي الله عنه_ أن رسول الله _[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_ قال: "إن الله يحب أن يقرأ القرآن كما أنزل "أخرجه ابن خزيمة في صحيحه
و قد أمر الله تعالى به نبيه _[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_ فقال _عز وجل_ {ورتلا القرآن ترتيلاً } (سورة المزمل الآية :4)
و في جامع الترمذي و غيره عن يعلى بن مالك أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها عن قراءة النبي _[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]_ فإذا هي تصف قراءته أنها قراءة مفسرة حرفاً حرفاً
المرتبة الخامسة: الزمزمة
و هو ضرب من الحدر، و الزمزمة هي القراءة في النفس خاصة
و لا بد في هذه الأنواع كلها من التجويد
ثانياً
الاستعاذة
حكم الاستعاذة
حكم الاستعاذة الندب عند الجمهور
و قيل: الوجوب استدلالاً بقوله تعالى في سورة النحل {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ }(سورة النحل الآية :98)
و لفظها "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"
و قد ورد عن بعض أهل الأداء زيادة كما ورد نقصاً و هو جائز
منها: أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، و أعوذ بالله من الشيطان
و محلها: عند بدء القراءة سواءً كانت أول السورة أو أثناءها
أحوال الاستعاذة
للاستعاذة حالتان
1- الجهر بها: ويكون في حالتين:
الحالة الأولى: يكون الجهر مستحباً؛ و ذلك عندما يكون القارئ يقرأ جهراً و كان هناك من يستمع إليه
الحالة الثانية: وتكون في حالة التعليم و المدارسة و يكون هو المبتدئ بالقراءة
2- الإسرار بها: و يكون في أربعة مواطن:
الموطن الأول: و يكون في الصلاة سواء كانت سرية أم جهرية
الموطن الثاني: إذا كان القارئ يقرأ سراً
الموطن الثالث: إذا كان القارئ يقرأ في جماعة وليس هو المبتدئ
الموطن الرابع: إذا كان القارئ خالياً
أوجه الاستعاذة مع البسملة
للاستعاذة مع البسملة عند أول كل سورة - عدا سورة براءة -أربعة أوجه
الوجه الأول: قطع الجميع، أي قطع الاستعاذة عن البسملة عن أول السورة هكذا: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} - وقف - {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} - وقف - {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ {(سورة النصر الآية: 1) مثلاً.
الوجه الثاني: قطع الأول و وصل الثاني بالثالث هكذا : {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم} -وقف – {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } (سورة النصر الآية: 1)
الوجه الثالث: وصل الأول بالثاني و قطع الثالث هكذا: الاستعاذة والبسملة ثم أول السورة، {أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } - وقف - { إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ }.
الوجه الرابع: وصل الجميع هكذا: الاستعاذة والبسملة و أول السورة ، {أعوذ
بالله من الشيطان الرجيمِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ } (سورة النصر الآية:1)
فهذه الأوجه الأربع جائزة عند أول كل سورة _عدا أول سورة براءة _ لأنها لا بسملة في أولها
و لنعلم أنه لا استعاذة بين سورتين، و لكن الذي بين كل سورتين هي البسملة فقط ، ولا توجد كذلك بين الأنفال وبراءة
ثالثاً
البسملة
لفظها
" بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ "
محلها
و هو يتعلق بثلاثة أمور و هي
الأمر الأول: أوائل السور
الأمر الثاني: ما بين السورتين
الأمر الثالث: أثناء السور
و البسملة واجبة عند ابتداء أول كل سورة ما عدا أول سورة براءة
و تجوز البسملة أثناء السور و أثناء سورة براءة
و البسملة عند العلماء و أئمة الأداء الأَولى فيها الوجوب عند أول كل سورة
حكم البسملة بين السورتين
البسملة بين السورتين لها ثلاثة أوجه عند حفص هي:
الوجه الأول:
قطع الجميع: أي قطع آخر السورة عن البسملة و قطع البسملة عن أول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة {أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، ثم تقف ، ثم تبدأ بأول سورة آل عمران
الوجه الثاني:
قطع الأول و وصل الثاني بالثالث: أي قطع آخر السورة عن البسملة و وصل البسملة بأول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } (البقرة: 286) ثم تقف ، ثم تقول : {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} وتبدأ بأول سورة آل عمران دون وقف.
الوجه الثالث:
وصل الجميع: أي وصل آخر السورة بالبسملة بأول السورة
مثال ذلك: قوله تعالى في آخر سورة البقرة {
أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ
اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ألم . اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ
الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2)
أما الوجه الرابع:
و هو وصل الأول بالثاني وقطع الثالث: أي تقول { أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ } ثم تقف ثم تقرأ { ألم اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } (سورة آل عمران الآية 1-2).
و الوجه الرابع ممنوع، حيث قال الإمام الشاطبي:
ومهما تصلها مع أواخر سورة فلا ،،، تقفـن الدهـر فيها فتثقـلا
أما الأنفال و براءة فلهما ثلاثة أوجه:
1 ـ الوقف على آخر الأنفال ثم الوقف مع التنفس ثم الابتداء بأول براءة
2 ـ السكت على آخر الأنفال دون تنفس ثم الابتداء ببراءة
3 ـ وصل آخر الأنفال ببراءة ككلمتين وُصلت الأولى بالثانية
وفي ذلك يقول الإمام الشاطبي:
وبين أنفال وتوبة أتـى ،،، ثلاثة فاقطع و صِل أو اسكتا
و كل هذه الأوجه بدون بسملة