تبلــــبالـــة
تبلــــبالـــة
تبلــــبالـــة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
 من دروس الحج  725933269
 من دروس الحج  408839496
 من دروس الحج  646533344
 من دروس الحج  966464772
 من دروس الحج  353133476
 من دروس الحج  856590118
 من دروس الحج  265406003
 من دروس الحج  305971779
 من دروس الحج  289360463
 من دروس الحج  660447902
 من دروس الحج  410280926
 من دروس الحج  554379707
 من دروس الحج  147050375
 من دروس الحج  856175317
 من دروس الحج  375679719
 من دروس الحج  644486156
 من دروس الحج  217742477
 من دروس الحج  937093809
 من دروس الحج  785148045
 من دروس الحج  269036034
 من دروس الحج  998154383
 من دروس الحج  279192771
 من دروس الحج  998154383
 من دروس الحج  313813701
 من دروس الحج  883769838
 من دروس الحج  857173928
 من دروس الحج  960154133
 من دروس الحج  961691649
 من دروس الحج  553003466
 من دروس الحج  674856862
 من دروس الحج  396904883
 من دروس الحج  146390467
 من دروس الحج  322217315
 من دروس الحج  348085378
 من دروس الحج  993700236
المواضيع الأخيرة
» جميع اختبارات الفصل الثاني لجميع المواد للسنة الاولى متوسط
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 29, 2015 5:34 pm من طرف abderezakghano

» Cd.. به حل جميع تمارين الرياضيات 4 متوسط
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 22, 2015 12:57 pm من طرف abderezakghano

» mimoire dr fin d'étude
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2015 3:11 pm من طرف zekraouiomar

» منظومة العبقري
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالسبت ديسمبر 05, 2015 2:56 pm من طرف zekraouiomar

» تلخيص شامل لدروس العلوم الاسلامية سنة ثانية ثانوي
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالسبت مايو 16, 2015 12:20 am من طرف alisalhi

» كيف استخرج اختبارت سنة الاولي ابتدائي
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالأربعاء مايو 06, 2015 11:45 am من طرف sousoubelle

»  اسطوانة قسم السنة الخامسة ابتدائي
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:16 am من طرف zekraouiomar

» للتسجيل في نهاية مرحلة التعليم الابتدائي دورة 2015
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:13 am من طرف zekraouiomar

» امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الإبتدائي في مادة اللغة العربية دورة ماي 2014
 من دروس الحج  I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 23, 2014 12:12 am من طرف zekraouiomar

مواضيع مماثلة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
zekraouiomar
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
عقيلة08
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
hayet
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
جمال الدين
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
zekra.wahbi
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
سميحة
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
صوت الحق
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
مداني
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
zekra.zobair
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
mohamed08
 من دروس الحج  Empty من دروس الحج  I_voting_bar من دروس الحج  I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 91 بتاريخ الأحد نوفمبر 03, 2024 3:23 pm
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
Place holder for NS4 only
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 2516 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو عواج بن عناق فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 6058 مساهمة في هذا المنتدى في 5470 موضوع

The Prophet Muhammad


 

  من دروس الحج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hayet
عضو متميز
عضو متميز
hayet


الهواية :  من دروس الحج  Painti10
اللون المفضل لديك :  من دروس الحج  968159461
الشراب المفضل :  من دروس الحج  506060186
الآكلة المفصلة :  من دروس الحج  253047454
لاعبك المفضل في الفريق الوطني :  من دروس الحج  709885981
أختر ناديك المفصل :  من دروس الحج  372711302
المزاج :  من دروس الحج  288513112
MMS :  من دروس الحج  864771096
الــــدولــــــــة :  من دروس الحج  298142447
انثى
الثور الفأر
عدد المساهمات : 653
نقاط : 1994
تاريخ التسجيل : 05/08/2010
العمر : 28
العمل/الترفيه : طالبة

 من دروس الحج  Empty
مُساهمةموضوع: من دروس الحج     من دروس الحج  I_icon_minitimeالسبت أكتوبر 02, 2010 7:16 pm

من دروس الحج
فضيلة الشيخ / حسين بن عبد العزيز آل الشيخ
إمام وخطيب المسجد النبوى

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه.
معاشر المسلمين، شرع الله جل وعلا العباداتِ لحكمٍ عظيمة ومقاصد سامية، وأسرار كثيرة، منها ما يعرفه الخلق، ومنها ما لم يدركوه.
وإن من تلك المنظومةِ فريضةَ الحجّ، تلكم الفريضةُ التي عظمت في مناسكها، وجلّت في مظاهرها، وسمت في ثمارها، عظيمةُ المنافع، جمّة الآثار، تضمّنت من المنافعِ والمصالح ما لا يُحصيه المحصون، ولا يقدر على عدّه العادّون، انتظمت من المقاصد أسماها، ومن الحكم أعلاها، ومن المنافع أعظمَها وأزكاها، مقاصدُ تدور محاورها على تصحيح الاعتقاد والتعبّد، وعلى الدعوة لانتظام شملِ المسلمين ووحدة كلمتهم، وعلى التربية الإصلاحية للفرد والمجتمع، والتزكية السلوكيَّة للنفوس والقلوب والأرواح والأبدان.
وبالجملة ففي الحج من المنافع التي لا تتناهى والمصالح التي لا تُجارَى ما شملَه عمومُ قول المولى جل وعلا: لّيَشْهَدُواْ مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ [الحج:28]، قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: (منافع الدنيا والآخرة، أما منافع الآخرة فرضوان الله جل وعلا، وأما منافعُ الدنيا فما يصيبون من منافع البدن والذبائح والتجارات) انتهى. [أخرجه ابن أبي حاتم كما في الدر المنثور 6/37].
وثمة منافعُ يجب على الأمة الإسلامية أفراداً ومجتمعات حكاماً ومحكومين أن يعُوها وأن يدركوا كنهَها، وأن يحقِّقوها في حياتهم سلوكاً عملياً ومثالاً واقعياً، فيومَ تكون الأمة مستلهمَةً رشدَها على نحو تلك الأهداف والمقاصد فستنال عزاً وشرفاً وخيراً ومجداً، قال أحدهم: «سيظلّ الإسلام صخرةً عاتية تتحطّم عليها سفن التبشير ما دام للإسلام هذه الدعائم: القرآن؛ واجتماعُ الجمعة؛ ومؤتمر الحج». فما أحوجَ الأمةَ اليوم وهم يعانون فتناً متلاطمةً وشروراً متنوّعة وبلايا متعددة، ما أحوجهم أن يستلهموا من فرائض الإسلام العبَرَ والعظاتِ والدروس الموجّهات لحياتهم وسلوكهم ونشاطهم وتوجّهاتهم. ما أجدرَ المسلمين أن يوجِّهوا حياتهم من منطلقاتِ دينهم، وأن يديروا شؤونَهم من حقائقِ قرآنهم، وأن يعالجوا مشكلاتِهم وأدواءَهم على ضوء ما يوجّههم إليه خالقُهم، ويرشدهم إليه نبيهم .
عباد الله، في دروس الحج تذكيرُ الأمة بأن أعظمَ ما يجب أن تهتمّ به وأن تحافظ عليه وأن تغرسه في النفوس وتبثّه في المناشطِ كلّها والأعمالِ جميعها تحقيقُ التوحيد لله سبحانه، تحقيق الغايةِ القصوى في الخضوع والتذلل له عز شأنه توجّهاً وإرادة، قصداً وعملاً. فهذه التلبية رمزُ الحج ومفتاحه التي أهلّ بها سيّد الخلق وإمام الأنبياء حين افتتح حجتَه بالتوحيد كما يقول جابر: فأهلّ بالتوحيد: «لبيك اللهمّ لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك». [مسلم 1218].
إهلالٌ يتضمن كلماتِ التلبية، ذاك المعنى العظيمُ والمدلول الدقيق ألا وهو روح الدين وأساسُه وأصله، وهو توحيد الله جل وعلا ونبذ الإشراك به بكلّ صوره وشتى أشكاله.
فالواجبُ على أفراد الأمة جمعاء أن يستحضِروا ما دلّت عليه هذه الكلمات من معنى، وأن يعرفوا ما تضمّنته من دلالة، وأن يكونَ المسلم على دراية عظيمة بهذا المعنى في حياته كلّها، محافظاً عليه في كلّ حين وآن، مراعياً له في كلّ جانب، لا يسأل إلا اللهَ، لا يستغيث إلا بالله، لا يتوكَّل إلا على الله، لا يطلبُ المدد والعون والنصر إلا من الله، مستيقناً أنَّ الخير كلّه بيد الله، وأزمَّة الأمور بيده، ومرجعها إليه، لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع. يقول ابن القيم رحمه الله: «وقد اشتملت كلماتُ التلبية على قواعدَ عظيمة وفوائد جليلة... ـ إلى أن قال في سياق تعداد فوائدها:
ومنها أن التلبيةَ تتضمّن التزامَ دوامِ العبودية، ولهذا قيل: هي من الإقامة أي: أنا مقيم على طاعتك، ومنها أنها تتضمّن الخضوعَ والذل، ومنها أنها تتضمَّن الإخلاصَ لله جل وعلا» انتهى. [الحاشية على سنن أبي داود 5/178].
فحريٌّ بالمسلم الموفّق أن يهتَمَّ بتلك المعاني كلها، وأن يحققها في حياته بشتى جوانبها.
وإذا كان الأمرُ كذلك في حق الأفراد فالأمة أجمَع حري بها أن تستلهم من الحج تلك الدروسَ والعبر، ولتعلمْ أن القاعدةَ الثابتة لاستقرار حياتها والمستقرّ الآمنَ الذي يؤوبون إليه هو تحقيق التوحيد لله جل وعلا في كل شأن من الشؤون، في مناشط الحياة كلّها، وأن تحقق الخضوع التَّامَّ لله والذل المتناهيَ له سبحانه، ترسيخاً للعقيدة الصحيحة في واقع الحياة وتأصيلا لها في النفوس، وإلا فبدون ذلك تتخطّفها الأهواء تخطّف الجوارح، وتتقاذفها الأوهام تقاذف الرّياح.
ألا فلتصبغ الأمة حياتَها كلّها وأنشطتَها جميعَها بقاعدة العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص، فلا تخطو خطوةً ولا تتحرك حركة إلا وهي تنظر من منظار القرآن الكريم، ومن مرآة السنة ورضا الربِّ جل وعلا، فالله جل وعلا يقول: الَّذِينَ ءامَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَـانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأمْنُ وَهُمْ مُّهْتَدُونَ [الأنعام:82].
عباد الله، من دروس الحجّ أن تعلم الأمة وتتذكَّر وأن تستشعرَ وتستيقن أنه لا سعادة لها ولا نجاح في هذه الحياة الدنيا ولا في الآخرة ولا توفيقَ ولا سدادَ إلا باتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، والسير على نهجه والمسيرة الجادة على هديه في الاعتقاد والأعمال، في الحكم والتَّحاكم، في الأخلاق والسلوك، وفي هذا الصدَد يقول سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم عند كل منسك من مناسك الحج: «خذوا عني مناسككم». [أخرجه مسلم 1297].
وانظر ـ أيها العبد المسلم ـ كيفَ حقق الصحابة هذا المقصدَ حينما يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (حجّوا كما حجَّ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا تقولوا: هذا سنَّة وهذا فرض) انتهى.
فأعظمُ أهداف الحج تذكر هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ولزوم طريقه في هذه الحياة دونَ إفراط ولا تفريط ولا غلوٍّ أو جفاء، «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد». [أخرجه مسلم 1718].
معاشر الأحبة، من الدروس العظيمة في الحجّ أهميةُ الاعتدال والتوسّط في الأمور كلها، ومجانبة الغلوِّ والجفاء أو الإفراط والتفريط، روى أحمد وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة العقبة: «اُلْقُطْ لي حصًى» قال: فلقطتُ له حصىً من حصى الخذف، فجعل ينفضهنّ في كفّه ويقول: «بأمثال هؤلاء فارموا»، ثم قال: «يا أيها الناس، إياكم والغلوّ في الدين، فإنّما أهلك من كان قبلكم الغلوُّ في الدين». [صحيح سنن أبي داود 2455].
فالاعتدال في الأمور كلّها والتوسطُ فيها والبعد عن الغلو والجفاء هو المنهج القويم والصراطُ المستقيم الذي ينبغي أن يسلكه جميع المؤمنين، وذلك ليس بالأهواء، وإنما يكون بالأخذ بحدود القرآن والسنة وما فيهما من الهدي والبيان.
ألا فلتكن مثلُ هذه المناسبة العظيمة التي يجتمع فيها المسلمون على أداء عبادة عظيمة من معالم الدين، لتكن درساً يراجع فيه المسلمون أنفسَهم، ويتبصَّرون فيه في أحوالهم، ليقيموها على المنهج الحق والصراط المستقيم، من منبعه الصافي ومورده العذب الزلال، كتاب الله جل وعلا وسنة سيّد الأنبياء سيدنا ونبينا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم .
عباد الله، الحجُّ مؤتمر جامعٌ للمسلمين قاطبة، وهو مؤتمرُهم وملتقاهم الأكبر، مؤتمر يجدون فيه أصلَهم العريق الضارب في أعماقِ الزمن منذ إمام الحنيفيَّة أبينا إبراهيم عليه السلام، يجدون محورَهم الذي يشدّهم إليه جميعاً، هذه القبلة التي يتوجَّهون إليها جميعاً، ويلتقون عليها جميعاً، ويجدُون أيضاً رايتَهم التي يفيئون إليها، رايةَ العقيدة الواحدة التي تتوارى في ظلّها فوارقُ الأجناس والألوان والأوطان، ويجدُون قوتَهم والتي قد ينسونَها حيناً، قوةَ التجمع والتوحّد والتي تضمّ الملايين التي لا يقف أمامها أحد لو فاءت إلى رايتِها الواحدة التي لا تتعدَّد.
فالواجبُ على المسلمين اليوم وهم تتقاذفهم أمواجُ الفتن، وتتحدّاهم قوى الطغيان والعدوان، الواجبُ عليهم أن يتخذوا من مثلِ هذا الموسم مؤتمراً للتعارف والتشاور وتنسيق الخطط وتوحيد القوى وتبادُل المنافع والمعارف والتجارب. فلا يجد العالَم كلُّه مهما حاولت جهوده وتنسّقت، ومهما بلغت خططُه وتنوّعت أن يجد موسماً كالحج منظِّماً لعالم إسلامي واحد كاملٍ متكاملٍ مرّة في كل عام، في ظل الله، بالقرب من بيت الله، وفي ظلال الطاعات القريبة والبعيدة، والذكريات الغائبة والحاضرة، في أنسب مكان وأنسب جوّ وأنسب زمان.
فلا بدَّ أن تدرك الأمة على مُخْتَلِفِ مسؤولياتها أنهم على مُخْتَلِفِ مشاربهم وتنوع أشكالهم لا رابطةَ تربطهم إلا رابطةُ التوحيد، ولا نسبَ ثابت إلا نسبُ الدين، فيجب أن تكونَ صبغته هي الصبغة السائدة التي يجبُ معها النبذ الصارخ لحميَّة الجاهلية وفخارها، ولهذا يقول الله جل وعلا في سياق آيات الحج: ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ [البقرة:199].
فحريّ بالأمة أن تستثمرَ مثلَ هذا الموسمِ العظيم فرصةً للتوجيهات العامة النافعةِ والنظر في قضاياها المهمة.
إخوة الإسلام: الحجُّ مؤتمر ذو مقاصدَ سياسية للبشرية كلها، مؤتمر يربّي البشرية على أسسِ السلام والأمن والحياة الطيبة، ويدعوهم لتحريم الحرمات والممتلكات والنفوس والمقدَّرات، فربّنا جل وعلا يقول: ذلِكَ وَمَن يُعَظّمْ حُرُمَـاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبّهِ [الحج:30].
مؤتمرُ الحج مؤتمر يغرس في النفوس حياة تراعى فيها حرمات الله، لتقوم في الأرض حياةٌ يأمن فيها البشر من البغي والاعتداء، حياة يجدون فيها مثابةَ أمنٍ ودوحةَ سلام ومنطقة اطمئنان، فهذا سيّد البشرية وإمام الحنيفية سيدُنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم يعلنها جليةً ويطلقها صريحة في خطبة الوداع فيقول: «إن دماءكم وأموالَكم وأعراضَكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا».
[البخاري 67، ومسلم 1679).
فيا أيها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله عز وجل، فهي وصية الله اللازمة للأولين والآخرين.
عباد الله، تعيشُ الأمةُ الإسلامية أياماً عظيمٌ فضلها كبير مقدارُها، إنها العشر الأوَل من ذي الحجة، أقسم الله بها تنويها بفضلها وإشارة إلى عظيم أجرها فيقول الله جل وعلا: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ [الفجر:1، 2]، ونبينا صلى الله عليه وسلم يقول: «ما من أيامٍ العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام» يعني أيام العشر، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟! قال: «ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء» أخرجه البخاري.
والعملُ الصالح ـ عباد الله ـ يشمل كلّ خير ومعروف وبر وإحسان من الأقوال والأفعال والسلوك، ومن أعظمِ ذلك تفقد أحوالِ المسلمين في كلّ مكان، والاهتمام بشؤونهم، والتخفيف من كرباتهم، وسدّ حاجاتهم، وصرفُ صالحِ الدعاء لهم بإصلاح الأحوال وكشف المضار والنصر على الأعداء.
ويشرع للحاج وغيره الإكثارُ من ذكر الله جل وعلا في هذه العشر، ففي المسند أنه عليه الصلاة والسلام سئل: أيُّ الحاجّ أعظم عند الله؟ قال: «أكثرُهم لله ذكراً».
[ضعيف الترغيب 810، 906]،
والله جل وعلا يقول: وَأَذّن فِى النَّاسِ بِالْحَجّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلّ فَجّ عَميِقٍ لّيَشْهَدُواْ مَنَـافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ فِى أَيَّامٍ مَّعْلُومَـاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنْعَامِ [الحج:27، 28]، والأيام المعلومات عندَ جماهير أهل العلم هي أيام عشرِ ذي الحجة، وقد أمر الله جل وعلا بذكره كثيراً في أيامِ الحج كما دلَّت عليه آيات سورة البقرة وسورة الحج.
والأمرُ بالذكر يشمَل غيرَ الحاج كما قال صلى الله عليه وسلم : «ما من أيامٍ أعظم عند الله ولا أحبّ إلى الله [العمل] فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهنَّ من التسبيح والتهليل والتكبير والتحميد» رواه أحمد بسند حسن. [ضعيف الترغيب 733].
وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهم أنهما كانا يخرجان إلى السوق، فيكبران ويكبِّر الناس بتكبيرهما [فتح الباري 9/8]،
وكان فقهاءُ التابعين يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد. فيستحبُّ للرجال رفعُ الصوت في هذا الذكر في الأسواق والدور والطرقات والمساجد.
ثم اعلموا ـ عباد الله ـ أنَّ من أراد أن يضحِّي فيمسِك عن شعره وأظفاره وبشرته إذا دخلت العشر حتى يضحِّي، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا رأيتم هلالَ ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره حتى يضحّي»، وفي رواية: «فلا يمسّ من شعره وبشرته شيئاً». [مسلم 1977) وهذا النهيُ خاصٌّ بالمضحّي، أما من يُضحَّى عنه من أهل البيت فلا يدخل في هذا النهي وحتى لو [شاركوا] ربَّ البيت في أضحيته.
فاتقوا الله سبحانه، وعظِّموا شعائرَه، تفلحوا وتسعدوا في الدنيا والآخرة.
ثم اعلموا أن الله جلَّ وعلا أمرنا بأمر عظيم ألا وهو الصلاة والسلام على النبي الكريم.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين.
[/align]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من دروس الحج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  سنن في الحج
» التشويق إلى الحج
»  الحج والعمرة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
تبلــــبالـــة :: منتدى الأسلاميات :: قسم الحج و العمرة-
انتقل الى: