الخلاصة
بنهاية الأمر: تبقى السيدة هي صاحبة الأمر، فإن رغبت بإيقاف الجماع رغم تفهمّ الأمر فلها ما تريد، و يمكن الاستعاضة عن الإيلاج بنشاطات و مداعبات جنسية أخرى، و غالبا ما يتوفّق الزوجين للوصول لحالة الانسجام الجنسي.
الفترة التي تلي الولادة:و هي أيضا فترة حرجة. و النصائح التقليدية لا تنقص بهذا المجال. إذ نرى بعض الطقوس الدينية التي تمنع الجماع خلال فترة معينة بعد الولاة (40) يوم. و نذكر هنا أن الديانة اليهودية تمنع الجماع بعد الولادة بمدة تختلف حسب جنس الطفل.
من الناحية الطبية هذه الفترة تمتد 3 أشهر بعد الولادة، تسترجع خلالها السيدة قوامها الجسدي السابق للحمل.
تلعب
العوامل النفسية خلال هذه الفترة دور كبير الأهمية على الحياة الجنسية للزوجين، و بشكل خاص أن كانت السيدة قد ولدت طفلها الأول.
و يختلف وطئ هذه العوامل حسب
الصعوبات و الأختلاطات التي عانت منها السيدة و عايشتها أثناء الولادة.
فجروح الولادة قد تولد حالة خوف من أن ينفتح الجرح أو بأن تشعر بالتألم لدى الجماع.
كما تلعب
الرضاعة أيضا دوراً مهماً. فاهتمام السيدة بوليدها و إرضاعه قد يصرفها عن دورها كزوجة.
مجرد فكرة تعلق الوليد بثدي أمه قد يثير حساسية الأب. و بنفس الوقت قد يكون عند الأم سبباً للتهيج الجنسي.
اهتمام الأم الذائد بالوليد قد يكون على حساب الزوج الذي قد تشتعل الغيرة بصدره دون أن يستطيع التعبير عنها، فيشعر بتأنيب الضمير تجاه المولود المنتظر و الذي خطف منه حبيبته.
جميع هذه الإشكالات الجسمية و النفسية قد تؤثر سلبيا على الحياة الجنسية للزوجين، يجب الانتباه لها و إلا فقد تدوم و قد تدفع للانفصال و لتدمير الحياة الزوجية.
من الناحية الطبية:
تلتئم جروح الولادة بسرعة، و تعاني السيدة من بعض الضائعات الدموية التي تتناقص بشكل منتظم حتى تختفي. و قد تعاود الظهور بحالات الإرضاع.
يستعيد الرحم حجمه خلال الشهر الثاني بعد الولادة. و قد تعود الأباضة بسرعة، خاصة ان لم تكن السيدة مرضعة بعد الولادة مع احتمال حصول الحمل منذ الشهر الثاني بعد الوالدة.
ترجع الدورة الطمثية بعد شهر و نصف الى شهرين، و قد تتأخر أيضا بحالة الإرضاع.
من الناحية الجنسية تعود الرغبة الجنسية تدريجيا، و يبدأ الأزواج بالعودة إلى الحياة الجنسية اعتبارا من الأسبوع الثالث.
ينصح باستعمال المزلّقات بالفترة الأولى نظرا لجفاف المهبل قبل استعادة النشاط الهرموني.
كما أن عضلات العجان المحيطة بالفرج قد تكون متشنجة بالفترة الأولى بعد الولادة. و غالبا ما تستعيد السيدة بسرعة مقدرتها على اكتشاف جسمها و التعود على التغيرات التي سببها الحمل و الولادة.
لهذه الأسباب مجتمعة، تزيد أمكانية حصول الأضطرابات الجنسية بعد الولادة، سواءً للأسباب النفسية المذكورة أعلاه، أو لمعانات السيدة من تشنج المهبل من الم يسببه جرح الولادة، أو بسبب تناقص الرغبة الجنسية.
و نلاحظ أن تطاول الفترة التي أمتنع بها الزوجين عن الحياة الجنسية بنهاية الحمل و بالفترة بعد الولادة، غالبا ما يسبب و يخلق صعوبات أضافية للعودة إلى النظم المعتاد للحياة الجنسية. فأن أضطر الزوجين لسبب صحي إلى الامتناع عن الإيلاج، فلا شيء يمنعهم من المداعبات التي قد تعوض الحرمان الجنسي مما يخفف من المشاكل الجنسية التي تحيط بالحمل و الولادة.
يبقى تفهم الزوجين المشترك لهذه النقاط المذكورة أعلاه خير وسيلة للمحافظة على الانسجام الجنسي و بل بتحسينه نتيجة تعزيز الروابط بين الزوجين مع قدوم المولود الجديد.
الجنس والحمل بقلم حسام ديبان</SPAN>
التعديل الأخير تم بواسطة مينار نـــــــوار ; 21-09-2010 الساعة 08:37 PM سبب آخر: حذف الروابط المخفيه بالموضوع