6 وقفات للمقبلين على رمضان 1 - اشكر نعمة الله شهر رمضان من أعظم نعم الله تعالى على عباده المؤمنين، ففيه تتنَزَّل الرحمات، وتغفر الذنوب والسيئات، وتضاعف الأجور والدرجات، ويعتق الله عباده من النيران؛ قال النبي (صلى الله عليه وسلّم): "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين" (متفق عليه ) .
وقال (صلى الله عليه وسلّم): "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفِرَ له ما تقدّم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). وقال تعالى في الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" (متفق عليه). وقال ( صلى الله عليه وسلّم ) : " إنّ للّه في كل يوم وليلة عتقاء من النار في شهر رمضان، وإن لكل مسلم دعوة يدعو بها، فيستجاب له " ( رواه أحمد بسند صحيح ) .
هذه بعض فضائل هذا الشهر أيها الأخ الكريم، وهي تبيّن عظم نعمة الله تعالى عليك بأن آثرك على غيرك وهيَّأك لصيامه وقيامه، فكم من الناس صاموا معنا رمضان الغابر، وهم الآن في العالم الآخر. فاشكر الله أيّها المسلم على هذه النعمة، ولا تقابلها بالمعاصي والسيئات فتزول وتَمَّحي
2 - تعلَّم أحكام الصيام :يجب على المسلم والمسلمة أن يتعلموا أحكام الصيام، فرائضه وسننه وآدابه، حتى يصح صومهم ويكون مقبولاً عند الله تعالى
..
3 - شهر الصيام لا شهر الطعام !فرض الله صيام رمضان ليتعوَّد المسلم على الصبر وقوَّة التحمل، ليكون ضابطاً لنفسه، قامعاً لشهوته، متقياً لربه، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) -البقرة : 183 .
وقد سئل بعض السلف : " لماذا شُرِعَ الصّيام؟ " فقال : " ليذوق الغنيّ طعمَ الجوع فلا ينسى الفقير !!" .
وإن مما يبعث على الأسف ما نراه من إسراف كثير من الناس في الطعام والشراب في هذا الشهر، حيث إن كميات الأطعمة التي تستهلكها كل أسرة في رمضان (وكثيرا ما ترميها!) أكثر منها في أي شهر من شهور السنة! إلا من رحم الله. وبخاصة المرأة، فهي تقضي معظم ساعات النهار داخل المطبخ لإعداد ألوان الأطعمة وأصناف المشروبات !!. فمتى تقرأ القرآن؟ ومتى تذكر الله وتتوجه إليه بالدعاء والاستغفار؟ ومتى تتعلم أحكام الصيام وآداب القيام؟ ومتى تتفرغ لطاعة الله عز وجل؟
4 - شهر القرآنلشهر رمضان خصوصية بالقرآن ليست لباقي الشهور، قال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) - البقرة:185. فرمضان والقرآن متلازمان، إذا ذكر رمضان ذكر القرآن، وفي الصحيحين عن ابن عباس (رضي الله عنهما) قال: "كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) أجودَ الناس، وكان أجودُ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرَسُولُ الله حين يلقاه جبريل أجودُ بالخير من الرِّيح المرسلة". في هذا الحديث دليل على استحباب تلاوة القرآن ودراسته في رمضان، واستحباب ذلك ليلاً، فإن الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: (إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً) - المزمل:6. وقال الإمام ابن عبد الحكم ـ رحمه الله ـ: "كان مالك (بن أنس) إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف". لذا ينبغي أن يكون لك - أخي المسلم أختي المسلمة- ورد من تلاوة القرآن، يحيا به قلبك، وتزكو به نفسك، وتخشع له جوارحك، وبذلك تستحق شفاعة القرآن يوم القيامة. قال النبي صلى الله عليه وسلّم: "الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة؛ يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوة، فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه. قال: فيشفّعان". (رواه أحمد والحاكم بسند صحيح).
5 - شهر القيام :كان النبي (صلى الله عليه وسلّم) يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فقالوا له: يارسول الله! تفعل ذلك وقد غُفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال: "أفلا أكون عبداً شكورا" (متفق عليه). وقال النبي صلى الله عليه وسلّم: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (متفق عليه). فعلينا أن نحرص في هذا الشهر العظيم على القيام، والطاعة، في بيوتنا، وفي المساجد؛ وللمرأة -أيضا- أن تذهب إلى المسجد لتؤدي فيه الصلوات ومنها صلاة التراويح؛ لكن عليها ألا تصطحب معها الأطفال الذين لا يصبرون على انشغالها عنهم بالصلاة، فيؤذون بقية المصلين بالبكاء والصراخ، أو بالعبث في المصاحف وأثاث المسجد .
6 - صيام الجوارح :إن الصائم هو الذي صامَت جوارحه عن الآثام، فصامَت عيناه عن النظر إلى المحرمات، وصامَت أذناه عن سماع المحرمات من كذب وغيبة ونميمة وكل أنواع الباطل، وصامت يداه عن البطش المحرم، وصامت رجلاه عن المشي إلى الحرام، وصام لسانه عن الكذب والفحش وقول الزور، وبطنه عن الطعام والشراب، وفرجه عن الفسوق، فإن تكلم فبالكلام الطيب الذي لاحت فائدته وبانت ثمرته، فلا يتكلم بالكلام الفاحش البذيء الذي يجرح صيامه أو يفسده. ولا يفري كذلك في أعراض المسلمين كذباً وغيبة ونميمة وحقداً وحسداً؛ لأنه يعلم أن ذلك من أكبر الكبائر وأعظم المنكرات. ولهذا قال النبي (صلى الله عليه وسلّم): "من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس للّه حاجة أن يدع طعامه وشرابه" (رواه البخاري). وقال صلى الله عليه وسلّم: ".. وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم" (متفق عليه ) .
وأما من يصوم عن الطعام والشراب فقط، ويفطر على لحوم إخوانه المسلمين وأعراضهم، فإنه المعني بقوله (صلى الله عليه وسلّم): "رُبَّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش" (رواه أحمد وابن ماجة بسند صحيح).