سميحة عصو مجتهد
الهواية : اللون المفضل لديك : الشراب المفضل : الآكلة المفصلة : لاعبك المفضل في الفريق الوطني : أختر ناديك المفصل : المزاج : MMS : الــــدولــــــــة : عدد المساهمات : 367 نقاط : 1111 تاريخ التسجيل : 04/09/2010 العمر : 25
| موضوع: (4) هذا هو الحبيب ... سيد الزاهدين الجمعة سبتمبر 10, 2010 3:00 am | |
| 4) هذا هو الحبيب ... سيد الزاهدين
عرض الله سبحانه الدنيا، وعرض مفاتيح كنوزها على أحب الخلق إليه وأكرمهم عليه، عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يردها ولم يخترها، ولو آثرها وأرادها، لكان أشكر الخلق بما أخذه منها، بل اختار التقلل منها وصبر على شدة العيش بها، وكره أن يحب ما أبغض خالقه، أو يرفع ما وضع مليكه. فعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { ألا إن الدنيا ملعونة، ملعون ما فيها، إلا ذكر الله تعالى، وما والاه وعالماً ومتعلماً } (رواه الترمذي وقال حديث حسن) وذلك لأن في تقلبات الدنيا دروساً وعبرا وآيات لمن تأمل ونظر أفراح وأتراح، وسرور وأحزان، وتعازٍ وتهان، فبينما النفس تهيم في الأماني إذ هجم عليها الموت فأصبحت كأنها لم تكن، فالدنيا عمرها قصير، وخطرها يسير، وشأنها حقير والدنيا كلما حلت أوحلت، وكلما جلت أوجلت، وكلما كست أوكست وكم من ملك فيها نصبت له علامات، فلما علامات. وفي الحديث الذي رواه الترمذي بسند صحيح عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقي كافراً منها شربة ماء } . وعنه أيضاً قال : { جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته أحبني الله وأحبني الناس فقال : { ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما عند الناس يحبك الناس } (اخرجه ابن ماجة بسند صحيح).
يا عائشة رديه
فانظر يا رعاك الله إلى زهده صلى الله عليه وسلم في هذه الحياة الدنيا وهو من هو؟ هو حبيب الله وخليله، وهو من إذا سأل ربه أن يحول التراب بين يديه إلى ذهب وفضة لما رد الله دعاءه، ولما خيب رجاءه. ومع ذلك اختار الآخرة، وزهد في هذه الحياة الدنيا، فكان يربط الحجر على بطنه من شدة الجوع، ولا توقد في بيوته نار لطهي الطعام أياماً وشهوراً، وكان ينام على الحصير حتى يؤثر الحصير في جنبه. عن عائشة رضي الله عنها قالت : “دخلت عليّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم عباءة مثنية، فرجعت إلى منزلها، فبعثت إليّ بفراش حشوه الصوف، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { ما هذا؟ } فقلت : فلانة الأنصارية دخلت عليّ فرأت فراشك فبعثت إليّ بهذا، فقال : { رديه } فلم أرده، وأعجبني أن يكون في بيتي، حتى قال ذلك ثلاث مرات، فقال : { يا عائشة رديه، والله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة } . (رواه أحمد بسند صحيح). وعن عائشة رضي الله عنها أيضاً قالت : “ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض” (أخرجه البخاري ومسلم).
لنا الآخرة ولهم الدنيا
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { لو كان لي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا تمر عليّ ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين } (أخرجه البخاري ومسلم). وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال : نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فقام وقد أثر في جنبه قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً فقال : { ما لي وللدنيا؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها } (رواه الترمذي بسند صحيح). وأخرج أحمد بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على حصير، قال : فجلست فإذا عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه، وإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع، وقرظ في ناحية الغرفة، وإذا إهاب معلق فابتدرت عيناي فقال : { ما يبكيك يا ابن الخطاب؟ } فقال : يا نبي الله وما لي لا أبكي وهذا الحصير قد أثر في جنبك وهذه خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك كسرى وقيصر في الثمار والأنهار وأنت نبي الله وصفوته وهذه خزانتك. قال : { يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا } .
درع مرهونة و6 دراهم
وأخرج مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فقال : { ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة؟ } قالا : الجوع يا رسول الله. قال : { وأنا، والذي نفسي بيده لأخرجني الذي أخرجكما، قوما } فقاما معه فأتى رجلاً من الأنصار، فإذا هو ليس في بيته، فلما رأته المرأة قالت : مرحباً وأهلاً. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : { أين فلان؟ } قالت : ذهب يستعذب لنا الماء، إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه ثم قال : الحمد لله، ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني، فانطلق فجاءهم بعذق فيه بسر وتمر ورطب، فقال : كلوا، وأخذ المدية فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إياك والحلوب } فذبح لهم، فأكلوا من الشاة ومن ذلك العذق وشربوا فلما شبعوا ورووا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما : { والذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة، أخرجكم من بيوتكم الجوع، ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم } ولا عجب ولا غرابة أن يكون بعض اللحم واللبن والشعير بالنسبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم نعيماً يسأل الناس عنه يوم القيامة. ولم لا يكون كذلك وهو الذي طبق الزهد تطبيقاً عملياً واقعياً؟ لم لا يكون كذلك ولم يكن له من قوت في غالب حياته سوى الأسودين؟ فعن عمروة أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول : “كان يمر بنا هلال وهلال وما يوقد في بيت من بيوت رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قالت : قلت يا خالة، فعلى أي شيء كنتم تعيشون؟ قالت: على الأسودين (التمر والماء)” (رواه أحمد). لقد مات النبي صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي في ثلاثين صاعاً من شعير، ومات وليس في جيبه ولا في بيته إلا ستة دراهم، أمر عائشة أن تتصدق بها. فأعطاه الله تعالى الرضا وأعطاه الوسيلة وشفعه في أمته. فنعم النبي الزاهد هو، ونعم الحبيب الذي لم تغره طيبات الدنيا[/align]
--------------------------------------------------------------------------------
| |
|