ومن البر أن يدفع عنهما الأذى ويُجنبهما كل ما يُسبب لهما الضجر
( فَلاَ تَقُل لهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا ) الإسراء 23
وأن يتلطَّف في الحديث معهما .. وينتقي العبارات الجميلة
وأن يقدم لهما الرعاية ويُظهر الإهتمام ..
ويطيب لهما الكلام ولا يقول إلا قولاً كريماً
ويليّن لهما الجانب ويتواضع لهما رحمةً وعطفاً بهما
دون كلل أو ملل أو تذمر
فكم كانا يُقدمان هذه الرعاية والعطف بكل الحب
والمودة التي يكتنفها قلبيهما
وبلا حساب
فما أروع أن تنالَ رضاهما وترى بعينيكَ إبتسامةَ ثغريهما
إمتناناً لوفائكَ وإهتمامكَ
عن عبد الله بن عمرو أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال
" رِضَى الرَّب فِي رِضَى الْوَالِد ، وَ سَخَط الرَّب فِي سَخَطِ الوَالِد )
رواه الترميذي وصححه ابن حبان
أيها القارىء إن حق
عظيم .. فمهما قدمت
وفعلت سيلحقكَ التقصير ولكن الله يثيب الكثير على القليل
كما عليك أن تجعل لهما نصيباً من دعائك تدعو لهما في حال الحياة
أو الممات .
فوا عجباً ممن تنكَّر لجميلِ والدَيه وقابلَ معروفهما وإحسانهما إليه
بالنكران والعقوق !
متناسياً أن هذا العقوق كبيرة من الكبائر
وعلامة على ضعف الدين
وأنه سيأتي عليه يوم سيفقدهما فيه
وسيحتاج إلى لحظة دفء أو ساعة لقاء بهما فلا يجدها !
فكم من باَكٍ يَود لو يعود والداه إلى الحياة
ليقبِّل يديهما أو يحتضنهما
الآن هي فرصة
كل من له أم وأب على قيد الحياة ليبادر إلى رعايتهما
والإحسان إليهما وطاعتهما ولزوم القيام بحقوقهما
قال الله تعالى ( أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) لقمان 14
وفقنا الله وإياكم على طاعته ورزقنا بر والدينا