مسؤولية الأم في إيجاد الترابط الأسري ..... مسؤولية الأم في الإصلاح الأخلاقي.....
مسؤولية الأم في التغيير الاجتماعي.... الأسرة في الإسلام .... التغيير الاجتماعي .....
دور الأم في المجتمع .....نواة المجتمع
كُتب : [ 07-19-2009 - 11:03 pm ]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تمهيد
يقول البيت المشهور:
الأم مدرسة إذا أعددتها .::. أعددت شعباً طيّب الأعراق
وإذا كانت المرأة تُمثل نصف المجتمع ؛ لأنها الأم والأخت والبنت والزوجة، فالكل ( الأخت والزوجة والبنت ) مصدرها الأم ، والكل آيل إلى مرحلة الأمومة - لا محالة - وفق السنن الكونية الطبيعية ، من هنا ندرك مكانة الأم في المجتمع البشري، إذ هي مربية هذا النشء ومالكة زمام أمره ، والأمومة هي المهمة التي تَقَالَّها دعاة تحرير المرأة واعتبروها اضطهاداً للمرأة وحَطّاً من شأنها!!
مسؤولية الأم في إيجاد الترابط الأسري
إن العامل الأساسي في إيجاد عنصر الترابط الأسري هو الأم ؛لأنها تسهم في تكوين الطفل النفسي والاجتماعي. والطفل - خاصة في سنيه الأولى - يكتسب معظم الأنماط السلوكية والطباع من أمه اللصيقة به دائماً، من خلال رعايته والقيام بسدّ حاجاته ، بل إنه في الأصل جزء منها انفصل عنها، أضف إلى ذلك العوامل الوراثية ا لتي يكتسبها الطفل من الأم وكثيراً ما يكون للأم فيها نصيب وافر، فضلاً عن أن الأم هي الرفيق الدائم للطفل طوال النهار والليل وفي السفر والإقامة فالطفل يكتسب كل الأنماط السلوكية - حتى اللغة - من الأم أولاً ثم تتسع ينابيع المعرفة بالنسبة له فتشمل الأب ثم البيئة بما فيها من أصدقاء وأهل، ثم التجارب الشخصية والدراسة والتعلم .
فالولد الاجتماعي بطبعه يكون كذلك لأن أمه اجتماعية تألف وتؤلف وتحسن التواصل مع الآخرين ، والولد الانطوائي تكون أمه انطوائية لا تخالط الناس ونلحظ هذا بالمشاهدة في الواقع ، ونحن لا نغفل هنا دور الأب، لكن دور الأم أعظم لذلك كانت الوصية بها مضاعفه في الإسلام.
وكذلك تسهم الأم بالنصيب الأوفر في تكوين التعاطف بين الإخوة والتعاون والتضحية والإيثار وكل الأخلاق الاجتماعية لدى الولد ، فالولد صفحة بيضاء تكتب الأم عليها ما تشاء أن تكتب لا سيما أن طلب الأم مجابٌ على الفور من قِبل الولد، خاصة في سنيه الأولى والأب يساعد على ذلك أو يُعيقه.
مسؤولية الأم في الإصلاح الأخلاقي:
إذا كان الطفل يكتسب كل شيء - حتى اللغة - من ا لوالدين - وخاصة الأم - فإن الأخلاق عند الطفل ما هي إلا انعكاس لأخلاق والديه ، فالأم إن لم تعود طفلها إلا على سماع الكلمة الطيبة وكرّهت إليه الكلمة الخبيثة وغرست في نفسه الأخلاق الحميدة كالصدق والوفاء والإيثار وحب الآخرين ولم تمارس هي والأب عكس تلك الأخلاق فلا شك أن الطفل سيكون في مستوى أخلاقي لائق ، والظروف مهيئة جداً لغرس تلك الأخلاق فيمكنها - مثلاً - غرس خلق الإيثار عن طريق لعبة مع أخيه أو ابن الجيران فترشده إلى إيثاره باللعبة ، خاصة وأن الطفل في سنيه الأولى يحاول أن يتملك كل شيء يجده ويسعى إلى الاحتفاظ به لأنه في هذه المرحلة إلى السنة الخامسة يشعر بانفصال (الأنا) - وهو ما يسمى الأنا الشخصي - عن الأنا الجماعي فيشعر بأن له كينونته الخاصة به ، وأنه منفصل عن الأشياء المحيطة به، وأنه له حاجاته المستقلة عن حاجات الآخرين ويحاول أن يؤكد ذلك غالباً بالرفض والبكاء عند عدم الاستجابة له ونحو ذلك ، فعلى الأم أن تدرك تلك المراحل والتغيرات التي يتميز بها الطفل وتحسن التعامل معها، وهنا أجد من الضروري أن أؤكد على ضرورة اطلاع الأم على كتاب في علم نفس الطفل أو تربية الطفل لتعلم ما لا بد أن تعلمه عن الطفل ، والله سبحانه وتعالى يقول: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون). ويقول: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).
فكثير من الأخلاق تتكون في السنين الأولى من حياة الطفل، ثم تتعمق بعد ذلك من خلال الممارسات المتكررة والاحتكاك بالآخرين، لأن الأخلاق اجتماعيةٌ أي تتكون وتظهر في نطاق الجماعة البشرية.
ونؤكد على كون ممارسة الوالدين للأخلاق بشكل ينسجم ولا يتعارض مع ما يعلمانه للطفل حتى تكون استجابته سويّة وإيجابية وحتى لا يشعر الطفل بالتناقض فالوالد الذي يقول لولده: إذا سأل عني أحد فقل له إني غير موجود ثم يأمره بعد ذلك بالصدق فكيف يمكن للطفل أن ينسجم مع هذا الواقع؟!
:
مسؤولية الأم في التغيير الاجتماعي
إن الأسرة هي الخلية الأولى، وهي نواة المجتمع فمنها يتكون المجتمع، ومن المجتمع تتكون الأمة، والزواج هو الأساس الذي تُبنى عليه الأسرة في الإسلام لذلك كان اختيار الزوجة واختيار الزوج من الأمور المهمة جداً قبل الإقدام على تكوين الأسرة وخاصة الزوجة التي ستصبح أماً وسيكون عليها من الواجبات ما لا تكون أهلاً له إلا من أوتيت نصيباً من العلم والحلم والعقل والأخلاق لأنها ستورث كل ذلك للولد كما قدمنا.
من هنا كانت مرحلة التغيير الاجتماعي لا بد أن تبدأ من النواة الأولى لإصلاح كل العناصر الوافدة (المواليد) إلى هذا المجتمع ، وبهذا نمدُّ المجتمع بعناصر صالحة تكون عاملاً أساسياً في إحداث التغيير الاجتماعي قال سبحانه وتعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) .
وتغيير ما بالنفس هو نقطة البداية للنهوض بالمجتمع من واقعه المتردّي. ولا شك أن هذا التغيير إذا تمّ على صعيد الوالدين سينتقل الصلاح ، وهو النتيجة التي آل إليها الوالدان إلى الولد الوافد إلى المجتمع ، وإذا عمّ ذلك وكثر وجدت المجتمع تغير بأكمله خلال جيل أو جيلين .
من هنا كان الزواج تكليفاً ومسؤولية جسيمة، وليس مجرد قضاء للوطر وتفريغ للشهوة.
[b]