عقيلة08 عصو مجتهد
الهواية : اللون المفضل لديك : الشراب المفضل : الآكلة المفصلة : لاعبك المفضل في الفريق الوطني : أختر ناديك المفصل : المزاج : MMS : الــــدولــــــــة : عدد المساهمات : 825 نقاط : 2442 تاريخ التسجيل : 01/09/2010 العمر : 29 العمل/الترفيه : الاعبة كرة القدم
| موضوع: الأم المسلمة ودورها في تربية أبنائها في الغرب (2-2) الأربعاء أكتوبر 06, 2010 12:44 am | |
| ومعرفتها ضرورة وعلى التوازي مع معرفة الإيجابيات فهى كالتالي:
1-تهميش الدين واعتباره شأناً خاصًا.
2-تزعزع وضع الأسرة في المجتمع الأوربي.
3-تكريس مفهوم الحرية وحق الاختلاف يجعل الإنسان يتحرج من إبداء موقف يراه منافياً للقيم والمبادئ التي يؤمن بها: (مثل ظاهرة الشذوذ الجنسي والضغوط التي يتعرض لها من يرفضها).
4-الحرص على إحراز الرفاهية المادية.
5-انتشار ثقافة الترفيه وغلبتها.
6-ضعف التواصل الاجتماعي.
7-تحديد سلطة الآباء على الأبناء.
وتنبع خطورة تلك السلبيات على أولادنا من دوام احتكاكهم بالمجتمع الأوربي في المدارس والمراكز الاجتماعية والثقافية المختلفة خاصة، وأن الأولاد في مرحلة التأثر والتشكل والتكون وما يرونه من مظاهر التفلت والتحرر ودغدغة العواطف والشهوات، في مقابل الضوابط التي يجب أن تحكم تفكيرهم ومشاعرهم وسلوكهم في التربية الإسلامية، والتي تعمل الأم والأسرة والمؤسسة الإسلامية في الغرب على غرسها فيهم، كل هذا يجعلهم في حالة من الصراع الداخلي ويضع أسرهم في خانة القلق والتوتر والخوف على مصير أولادهم أن يتأثروا أو ينحرفوا تحت ضغط هذا الواقع وإلحاحه .
والحقيقة أن دور الأم جد خطير في فهم تلك السلبيات وشرحها لأولادها وتفنيدها بصورة منطقية ومقبولة لديهم، وهذا يتطلب منها إلمامًا بالثقافة الغربية لتوضح لأولادها أن الغرب على حق في تهميش دينهم؛ لأنه فشل في تحقيق السكينة والأمن في نفوسهم لتسلط الكنيسة ورجالاتها على الناس وتدخلهم في حياتهم بشكل غير مقبول، وبالتالي فقدوا مصداقيتهم وساهمت أفكار الحداثة وما بعد الحداثة في تحطيم قدسية الدين وأماكن العبادة لدى الغربيين لتسود النظرية الرومانية القديمة [أعطوا ما لقيصر لقيصر، وأعطوا ما لله لله] وبذلك انسلخ الناس من الالتزام الديني وبات محصوراً في جدران الكنيسة، أما الأسرة فقد تمزقت بعد أن خرجت الأم للعمل في ندِّية مع الرجل وتخلت عن دورها التربوي للمؤسسات الاجتماعية، وضعفت بالتالي الروابط الاجتماعية وغدا أفراد الأسرة جزرًا منعزلة مفككة (وهو ما يراد الآن للأسرة المسلمة في العالم من خلال مخططات الأمم المتحدة)، وتفاقمت النـزعة الفردية التي تلهث نحو: التمركز حول الذات وإحراز الرفاهية واللذة دونما النظر إلى آثارها المدمرة على الفرد والمجتمع وباتت الشهوات الجنسية والعلاقات الشاذة في متناول الجميع دون سلطان أو ضابط، بل حتى إن القوانين تحمي تلك الفوضى الجنسية تحت مسميات: الحرية الفردية وحق الطفل.
عندما توضح الأم لأولادها النموذج المعرفي الغربي الذي يرفض الألوهية والدين والمقدسات والثوابت والأسرة والأخلاق والقيم السلوكية المنضبطة، ويكرس مفاهيم التحرر والتفلت والأنانية والفردية والشهوانية وتقارنه بالنموذج المعرفي الإسلامي الذي يأتي على رأسه موضوع: الألوهية والربوبية ثم مفهوم الاستخلاف والعمل والجزاء والمقدسات والثوابت والتفريق بين الغاية والهدف والوسيلة، وأهمية الحركة المنضبطة للإنسان في كل مراحل حياته، وحقيقة الدنيا وطبيعة الآخرة، وعندما تتدبر معهم السنن في الأنفس والآفاق والكون، وتتعرف الأم مع أطفالها على روح القرآن ومرامي السيرة والسنة لهداية الإنسان وصالحه، إنها بذلك تقلل الفجوة بين المثال وإمكانية التطبيق، وتختصر مسافات الصراع النفسي، وتعزز لديهم الدفاعات الذاتية لمقاومة الواقع الضاغط، (نموذج الأخت إميلي براملت[أم محمد]ومريم جميلة) إنها مسئولية كبيرة وأمانة جليلة ولكنها ليست بالمستحيلة أو المزعجة: )كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا ورُسُلِي إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ( [المجادلة، الآية 21]. وتلك سنة كونية غالبة وفي صالح الأم وأولادها إن هى وضعت رجلها على طرق الأنبياء والرسل، طريق المعرفة ومعية الله والأخذ بالأسباب والاعتبار بالسنن، والأخذ بالعزيمة والعمل بهمة، إن مساعدة أولادنا في عبور هذا الطريق الملغوم يحتاج إلى التأكيد على أهمية المعرفة لدى الأم، والإصرار على كل ما سبق أن ذكرناه من الجوانب والأساليب والوسائل، والتعرف على الواقع بصورة منطقية لنصل إلى:
المحور الثاني: معايشة الواقع بصورة طبيعية:
وتتطلب تلك المعايشة وقفة مع خطين:
الأول: مراجعة الذات:
وهو يتطلب من الأم أن تقف بصدق مع نفسها لتدرك أنها جاءت من بلد إسلامي له خصائص وظروف مغايرة للواقع الأوربي، لقد تربت على عادات وأصول تنبع من ثقافة بلدها والتي قد تتفق مع جوانب في التصور الإسلامي أو تتعارض معه، وعلى الأم أن تحدد بشكل علمي وجاد الفرق بين المكتسبات أو الموروثات التي شكلت شخصيتها: هل هي من الإسلام أم من ثقافة ذاك المجتمع؟! إن الثوابت التي جاء بها الإسلام لا خلاف عليها ولن نفرط فيها أبداً ما حيينا، أما المتغيرات المكتسبة من قواعد ومعارف ومهارات وسمات هى بنت بيئتها فهى التي تحتاج إلى وقفة صحيحة: هل تصلح تلك المتغيرات للبيئة الجديدة؟ هل أساليبي التربوية وتنشئتي تصلح للممارسة أو تكرارها مع أولادي في هذا التوقيت الزماني والمكاني؟! والحقيقة أن كثيراً من الشواهد المقروءة تساقطت وانتهت وخسرناها تماماً؛ لأنها غيبت عامل المكان وعنصر الزمان! وهذا ما فقهه عمر بن الخطاب t 'ربوا أولادكم لزمان غير زمانكم' ولن يتأتى هذا إلا بالصدق في التوجه والمرونة في التفكير، والإبداع في التربية، ولن تصل إلى هذا الفقه للتعايش مع الواقع الأوربي إلا تلك الأم المؤمنة الواعية المنيبة الأوابة متجددة القدوة لأولادها وبنات جنسها والحكيمة في معرفة الخيط الفاصل بين ما يجب الثبات عليه والواجب التخلي عنه.
الثاني: التعاطف مع الأولاد:
إن الضغوط التي أشرنا إليها ويتعرض لها أولادنا في الواقع الأوربي لتستدعي من الأم أن تتعاطف مع أولادها ليعبروا الأزمات بسلام، عندما تفكر الطالبة المسلمة في المدارس الأوربية أن تساير صديقاتها أو تسأل فيما يحق لها أن تقيم علاقة مع صديق أو تذهب إلى الحفلات الترفيهية أو الماجنة آخر الأسبوع، أو تتعجب من جدوى الحجاب والصيام أو تميل إلى استخدام الإنترنت ومحادثة الشباب والتواعد معهم، كل هذا لا يعني أن الفتاة منحرفة أو قليلة التدين أو أنها مشروع مجرمة.
إنها تحاول التفكير بصوت عالٍ؛ لأن الضغط يكاد يخنقها، ولقد سبقها زميل لها في تلك السن إلى الرسول الكريم r وعلى مسمع من الصحابة: يا رسول الله ائذن لي في الزنا!! لقد ذهب إلى أبعد حد في هذا الطريق، ولكن العلاج النبوي الحكيم هو الدرس الذي يجب أن تعيه الأم –كل أم- على مر الزمان لم ينهره رسول الله r ولم يعنفه ولم يصنفه تحت أى مسمى واتخذ معه عدة إجراءات تربوية كفيلة لو طبقتها كل أم أن تصل بأولادها إلى الاتزان النفسي وجادة الصواب. أولى تلك الإجراءات الحكيمة قوله صلى الله عليه وسلم: 'قربوه، ادن مني!' إن تقريب المسافات النفسية والوجدانية والمعرفية والمكانية بيننا وبين أولادنا قادرة على تذويب حواجز الرهبة والرغبة في التقليد والتمرد ومحاولة التجريب .
إن احتضان أولادنا شعورياً ومعرفياً وجسمياً قادر على بث الطمأنينة والأمان والتفكير الهادئ في نفوسهم الغضة ثم انتقل صلى الله عليه وسلم إلى حوار هادئ ليغير قناعات خاطئة لدى الشاب بشكل منطقي واضح متسلسل يصل هو بنفسه إلى النتيجة، إن الرسول r لا يضع في فم الشاب الإجابة ويلقنه إياها دون تفكير، بل على العكس يتحاور معه ويسأله مباشرة ويخاطب فيه ثوابت إنسانية وقيم ثابتة: هل ترضاه لأمك؟ هل ترضاه لأختك؟ صورة يأباها كل صاحب نخوة: لا! ويكون التعقيب: وكذلك الناس لا يرضونه، إنه يستحث فيه التفكير الجمعي؛ لأن عواقب هذا الانحراف والزلل يطول الشرائح الاجتماعية، إنها استنفار للمسئولية الاجتماعية، ويأبى الشاب أن ينجرف إلى هذه الفاحشة بعد أن اتضحت أمامه الصورة، ولكن الرسول r يأبى إلا أن يعلمنا الدرس الفذ في التعامل مع الأمور، إننا -بعون الله والركون إلى قوته- نستطيع أن نصل إلى أفضل النتائج بعد الأخذ بالأسباب: اللهم طهر قلبه، واغفر ذنبه، وحصن فرجه! كم من الأمهات من تداوم على الدعاء لأولادها بهذا الدعاء الطيب الطاهر في هذا الوسط الصاخب العابث، وتلك المرحلة المضطربة المتسارعة؟!
إن التعاطف والتبسط والحوار والاستماع الفاعل بمثابة الأمصال الواقية لأمراض المجتمع الأوربي، حتى إذا اندمج أولادنا في هذا الواقع فإنه الاندماج الإيجابي الذي يترفع عن السلبيات ويتفاعل مع الإيجابيات. اندماج يعي قدر التحدي ويدفع إلى تغيير هذا الواقع وإخراج الناس من الظلمات إلى النور: )كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ( [آل عمران، الآية 110].للناس كافة، )وكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ( [البقرة، الآية 143]. والشهادة من الشهود والفعل الحضاري الناضج المسئول، ومن له غير حجر الأمهات الطاهرات الموصولات بالله، الأمينات على الدين وأبناء هذا الدين؟!
| |
|